شهدت مدنية البتراء الأثرية أول قداس في الكنسية الأثرية البيزنطية  خلال شهر كانون الثاني من العام الحالي.

المجمع الكنسي المكتشف في عام ١٩٩٠ عبارة عن كاتدرائية كبيرة واضحة تدلل على حضارة المكان في ذلك الزمان وتؤكد وجود المسيحية في البتراء في مراحل مبكرة.

مُكتشف هذه الكنيسة هو باحث الآثار الإيطالي فرانكو سيوريللي مع فريقه الذي ينقب في المدنية الوردية، ويعود بناؤها إلى عام ٤٥٠ ميلادي وبنيت على أنقاض آثار نبطية رومانية ، ويتواجد فيها قطعة فسيفساء متماسكة يبلغ طولها ٧٠ مترا مربعا على طرفي الهيكل وتمثل الفصول الأربعة وتصور المحيطات .

وشهدت البتراء أول قداس إلهي يوم الإثنين 22 كانون الثّاني 2024، حيث ترأسَ صاحبُ السيادة المطران خريستوفوروس مطران الأردن للروم الأرثوذكس خدمة القداس الإلهي في كنيسة بترا الرومية الأثرية لأول مرة بعد 1500 عام من العصر الرومي البيزنطي،

وكان لافتا مشاركة الآباء الكهنة الأجلاء وحضور راهبات أخوية دير السيدة العذراء ينبوع الحياة – دبين، ولجان سَيدات الكنائس من مختلف محافظات المملكة، كما حَضر عدد من الشّخصيات العامة والدبلوماسية.

إستعرضَ سيادة المطران خلالَ كلمتهِ التاريخ الرّومي البينزطي في مَنطقة البتراء، وكيف إزدهرت المَسيحية في متروبوليتة البترا حيثُ كانت مركزاً يتبعها سَبعة أساقفة، وأشار أيضاً لحياة الرّهبنة التي كانت مُنتشرة في بترا وما حَولها.

وتحمل الكنيسة اسم السيدة المباركة وكلية القداسة العذراء مريم الفائقة المجد وكذلك تم الكشف عن كنيستين أخريتين، وهما الكنيسة الزرقاء ، وكنيسة ريدج على جانب التل ، وتقع كاتدرائية البتراء على بعد بضع مئات من الأمتار من شارع الأعمدة ومعبد الأسود المجنحة ، وهي تشكل موقعا أثريا مثيرا للاهتمام، ويُتوقع أن يكون موقعا للحج المسيحي.

وحسب المعلومات التاريخية بينت الكنيسة عام ٤٥٠ ميلادي وتحتوي في وسطها على أعمدةٍ وأرضيّاتٍ فسيفسائيّة مميَّزة وكتاباتٍ باللّغة اليونانيّة وحنيةٍ للهيكل وتعتبر من أكبرِ الكنائسِ الموجودةِ في مدينة البتراء، أمّا القسمُ الخارجيّ منها"الموعوظين" فيتوسّطه جرنٌ كبيرٌ للمعموديّة وبئر للماء محاطٌ بأعمدةٍ رومانيّةٍ أثريّة.

وبحسب مخطوطات لفائف البردى التي وجدت في مغارة ملاصقة للكنيسة تعود للقرن السادس الميلادي ذكر فيها أنّ الكنيسة كُرست للسيدة العذراء والدة الإله، وتوضح أيضاً ان الكنيسة بنيت على شكل بازليكا مع حنيتين جانبين شبه دائريين.

ويصل الزائر إلى مجمع الكنائس الأثرية عبر مركز الزوار ثم التوجه نحو  السيق والخزنة ثم يبدا السير على الأقدام نحو المعبد الذي يستغرق عشر دقائق ويصل نحو الكنيسة.