.

عن ماذا تبحث ؟

image
مقدمة

مزار النبي موسى - جبل نيبو

يُعد جبل نيبو الموقع الذي رأى فيه النبي موسى الأرض المقدّسة دون أن يدخلها: «ثم صعد موسى من برية مؤآب، إلى جبل نيبو، إلى قمة الفسجة، تجاه أريحا. فأراه الرب الأرض كلها.. وقال له: "هذه هي الأرض التي أقسمت لإبراهيم وإسحق ويعقوب قائلاً: لنسلك أعطها. قد أريتك إياها بعينيك، ولكنك إلى هناك لا تعبر".  فمات هناك موسى، عبد الرب، في أرض موآب، بأمر الرب. ودفنه في الوادي في أرض موآب، تجاه بيت فغور. ولم يعرف أحد قبره إلى يومنا هذا» (تثنية الاشتراع 34: 1-6). وهذا وكرّم أجدادنا موسى النبي بدليل الآثار القائمة حتى الآن والتي تعود إلى القرن الرابع للميلاد.

map

يقع جبل نيبو غرب مدينة مادبا، ويُشرف على مصب نهر الأردن ومدينة أريحا. يذكر الكتاب المقدّس جبل نيبو الذي صعد إليه موسى النبيّ من صحراء مؤآب إلى قمة الفسحة حين أراه الرّب جميع الأرض التي وعد بها الرّب وأعلمه أنه لن يعبر إليها، وتوفي هناك في أرض مؤاب ودفن في الوادي.


وكرّم أجدادنا موسى النبي بدليل الآثار القائمة حتى الآن، كما ذكرت حاجة اسبانيا في زيارتها للأراضي المقدسة سنة 394م، مقام موسى النبي على جبل نيبو ومعبدًا صغيرًا على قمة الجبل قد أقيم لذكراه، وقد كانت المنطقة كلها تابعة لمطرانيّة مادبا.


وكتب الأسقف بطرس الأبيري، أسقف جورجيا، في مذكرات حجّه في نهاية القرن الخامس أن هناك معبد كبير أقامه سكان المنطقة إكرامًا لموسى النبي.


تعرّض المقام والكنيسة والأديرة، شأنها شأن ما تعرضت لها البلاد، من حوادث سياسيّة وعسكريّة وهزّات أرضيّة، فقد دمّر زلزال سنة 551 الكنيسة تدميرًا وأعيد بناءها سنة 597، ولكنها دمّرت مرّة أخرى بفعل زلزالين سنة 1016 و1033. وذكر سائح سنة 1217 أن عددًا قليلاً من المسيحيين كانوا يقيمون في جبل نيبو عند مروره بها. وفي عام 1564 زارها راهب فرنسيسكانيّ فلم يجدها إلا خربة مهجورة. وفي سنة 1932 أصبح جبل نيبو ملكًا لحراسة الأراضي المقدّسة (الآباء الفرنسيسكان).


تمكّن علماء الآثار بعد التنقيب والبحث والدراسة من إزالة الستار عن تاريخ هذا المكان المقدّس، ففي القرن الرابع الميلادي كان مكونًا من 3 بنايات قبوية قائمة حيث المذبح الآن، وكان يضم عددًا من القبور المزخرفة بالفسيسفساء، وعلى جانبيه كنيستان للقيام بصلوات دفن الموتى، ويزّين صليب كبير أرضية الجزء الجنوبي، وطرفه الشمالي أيضًا مغطى بالفسيفساء، وفيه جرن للمعمودية. وقد قام بإنجاز هذا العمل الفنيّ الفنانون سهيل وقيام والياس سنة 531 ميلادي. أما الكنيسة ذات الصحون الثلاثة فقد بنيت في عهد سيرجيوس أسقف مادبا عام 597 وأضيف إليها كنيسة صغيرة للعذراء مريم أم الله سنة 608.


احصل على آخر التحديثات