.

عن ماذا تبحث ؟

image

عمّان حديقة الكنائس

map

يعود تاريخ عمّان إلى أكثر من سبعة آلاف سنة قبل الميلاد، ومرت حضارات عديدة دلت عليها الآثار المنتشرة في أرجاء المدينة، وخلال تلك الفترة الطويلة شهدت عمان الكثير من الحضارات كان أهمها العمونيون الذين أعطوا المدينة اسمهم فأطلقوا عليها اسم ربة عمون.

 

 في تلك الفترة ذكرها أكثر أنبياء العهد القديم  لدعوة الناس فيها إلى عبادة الإله الحقيقي الذي به يبشرون، وعندما سيطر الإغريق البطالسة على المنطقة غيّرو  اسمها إلى فيلادلفيا، والتي تعني مدينة الحب الأخوي.

 

كانت عمان جزءا من الدولتين النبطية والسلوقية إلى أن استولى عليها الملك الروماني هيرودس في العام ٣٠ قبل الميلاد، ودخلت بذلك المدينة العهد الروماني، ومن ثم البيزنطي حتى منتصف القرن السابع. 

 

انتشرت المسيحيّة في عمّان من عهد الرسل، وتعرض المسيحيون للاضطهاد، خصوصاً في عهد الإمبراطور الروماني ديكولسيانوس (٢٨٤-٣٠٥م) حيث أصدر مرسوما أمر بموجبه بهدم الكنائس وحرق الكتب المقدسة وطرد كل مسيحّي يشغل وظيفة مدنيّة او عسكرية، واستمر الاضطهاد مدة عشر سنوات 

وبلغ عدد الذين استشهدوا في الإمبراطورية الرومانية عشرات الألوف، ويذكر المؤرخون عددا من شهداء مدينة عمان، كالقديس اليانوس الشهيد، كما يذكرون استشهاد كريللو واكويلا وبطرس وروفس الذين استشهدوا في الساحة الكبرى في مدينة عمان السفلى في الأول من آب سنة ٣٠٤ م.

 

بعد انتهاء فترة الاضطهاد عاد المسيحيون فبنوا عددا من الكنائس منها اثنتان في منطقة ما تعرف اليوم بجبل الحسين، والثانية قرب منطقة السيل وهذه الكنائس ترتقي إلى القرن الخامس، وهناك اثار كنيسة على جبل القلعة، وآثار كنيسة شيّدت إكراما للقديس جورجيوس تم تدشينها في عهد بوليكتوس أسقف عمّان.

 

ومن المعالم المسيحية المهمة في عمان كذلك المدافن الرومانية في جبل الجوفة حيث نجد رسوما ولوحات على الجدار مليئة بالرموز المسيحية، فاللوحة المرسومة على الجانب الأيمن هي لوحة تظهر شفاء يسوع للأعمى، أما اليسرى فهي لوحة إقامة المسيح لإليعازر من القبر، ويعود هذا المدفن للقرن السادس.

 

أما في مدينة الجبهية في الشمال الغربي من عمان فتوجد كنيسة عثر عليها ١٩٧٦ حيث اكتشفت أرضية فسيفسائية تحوى نماذج لأشكال هندسية وصلبان، وقد عثر على زخارف شبيهة في كنيسة القديس بطرس وبولس في جرش، وظهر أنّ الكنيسة بيزنطية الهندسة ويرجح أن يكون تاريخ بنائها في القرن السادس لتشابه الزخارف مع الزخارف في كنائس أخرى بينت في نفس الزمن، أو مطلع القرن الثامن لخلوها من الأيقونات المقدسة.

 

 وفي منطقة القويسمة في عمان عُثر على كنيستين العام ١٩٨٢، الاولى على قمة الموقع التي تقوم عليه البلدة وتعود للقرن السادس ، وتم فرشها بالفسيفساء، أما الكنيسة الثانية فقد عثر عليها بين بيوت البلدة وهي كنيسة الدير وقد زينت أرضيتها بالفسيفساء.

 

وفي منطقة خلدا تم العثور على كنيستين، بُنيت الواحدة فوق الأخرى، وفي خربة الكرسي هناك  كنيسة ودير ومعصرتان تابعتان للدير ، وقد فرشت الكنيسة بالفسيفساء وفيها كتابات مسيحية باللغة الفلسطينية واليونانية.

 

أما منطقة الصويفية في عمان الغربية، فقد عُثر العام ١٩٧٠ على اثار كنيسة أحد أديرة الرهبان وقد يكون اسم الصويفية هو اسم الدير صوفيا اي الحكمة، اما الكنيسة فقد فرشت بالفسيفساء في النصف الثاني من القرن السادس. 

 

وفي منطقة خريبة السوق توجد آثار لكنيسة كبيرة، ويبدو أنها كانت معبدا وثنيا إلى أن تحوّلت بعد زمن الاضطهاد إلى كنيسة، وقد زُينت في العهد البيزنطي بالفسيفساء الملونة.

احصل على آخر التحديثات